بدء نشر تسريبات باندورا: ميقاتي ودياب وشخصيات أخرى يضعون لبنان الأول عالميا في إخفاء ملايين الدولارات

السفير نيوز/لبنان🇱🇧
نشر الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية الأحد “أشمل تحقيق حول السرية المالية حتى الآن” بناء على ملايين الوثائق المسربة من جميع أنحاء العالم، أطلق عليه “وثائق باندورا” وهو ثمرة عمل أكثر من 600 صحافي في 117 دولة. ويورط التحقيق العديد من زعماء الدول والحكومات بينهم العاهل الأردني ورئيس وزراء التشيك ورئيسا كينيا والإكوادور، حيث يتهمهم بإخفاء ملايين الدولارات عبر شركات خارجية لا سيما لأغراض التهرب الضريبي.
وبدأت مجموعة من وسائل الإعلام في العالم اعتباراً من مساء امس الأحد وبتوقيت متزامن نشر تحقيقات حول تسريبات لنحو 12 مليون وثيقة عن شركات الـ”أوف شور” في العالم، وأطلق على هذا المشروع اسم “وثائق باندورا”، أوتسريبات “باندورا”، وهي تحقيق استقصائي في سياق أكبر تعاون صحافي يشارك فيه نحو 600 صحافي من العالم بإشراف الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ)، يحقق في ملايين الوثائق التي تكشف أسرار الجنات الضريبية. التحقيق يكشف معلومات تتعلق بالأملاك السرية والثروات المخبأة لعدد كبير من زعماء العالم وشخصيات عامة. ويكشف صفقات لشخصيات هاربة او مدانة ومشاهير ونجوم رياضة.
تعتبر “وثائق باندورا” أكبر وأكثر عالمية حتى من تحقيق وثائق بنما، الذي هز العالم في عام 2016، وأدى إلى مداهمات للشرطة وقوانين جديدة في عشرات البلدان وسقوط رؤساء الوزراء في أيسلندا وباكستان.
تكشف “وثائق باندورا” عن الموارد المالية للعديد من قادة الدول والمسؤولين الحكوميين أكثر مما فعلت أوراق بنما وتوفر أكثر من ضعف المعلومات حول ملكية الشركات الخارجية. وكشفت التسريبات الجديدة المالكين الحقيقيين لأكثر من 29000 شركة خارجية. يأتي المالكون من أكثر من 200 دولة، مع أكبر فرق من روسيا والمملكة المتحدة والأرجنتين والصين والبرازيل.
لكن المفارقة اللبنانية في هذه الملفات تتمثل في أن لبنان المنهار مالياً واقتصادياً، والذي لامست الكارثة فيه حدود المجاعة وأصابت كل قطاعاته، وأفضى الفساد فيه إلى ثاني أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، لبنان هذا، سبق كل دول العالم لجهة لجوء سياسييه ومصرفييه ورجال أعماله إلى تسجيل شركاتهم في الجنات الضريبية. فمن بين 14 مزوداً للملفات المسربة، وعددها نحو 12 مليون وثيقة، كانت شركة trident trust الشركة الأكبر من بينها، اذ بلغ عدد الوثائق المسربة منها نحو 3 ملايين وثيقة، ولبنان سبق كل دول العالم من حيث لجوء أوليغارشييه إلى هذه الشركة لتسجيل شركاتهم في الملاذات الضريبية، فبينما حلت بريطانيا في المرتبة الثانية في قائمة زبائن الشركة بـ 151 ملفاً، حل لبنان في المرتبة الأولى بـ346 ملفاً، لجأ أصحابها اللبنانيون إلى trident trust لتسجيل شركاتهم في الملاذات الضريبية، فيما حل العراق ثالثاً بـ 85 ملفاً.
ووردت في الوثائق الأولى التي نشرت مساء امس الاحد أسماء مسؤولين حاليين وسابقين ونواب سابقين ورجال اعلام ومصرفيين.
وأوضحت الوثائق أنّ “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو مالك شركة “Hessville Investment Inc”، وهي شركة تمّ إنشاؤها في بنما عام 1994. حيث ساعدت شركة “M1 Management SAM”، ومقرّها موناكو، ميقاتي في تسهيل عمليّات الشركة الخارجيّة، في عام 2008″، كاشفةً أنّ “Hessville Investment اشترت عقارًا في موناكو بأكثر من 10 ملايين دولار”.
وأكّدت أنّ “نجل رئيس الحكومة، ماهر ميقاتي، كان مديرًا لشركتين على الأقل مقرّهما جزر فيرجين البريطانيّة، وكانت مجموعة “M1″ تمتلك مكتبًا في وسط لندن”.
وفي ردّه على بريد إلكتروني أرسله الإتحاد له، أفاد ماهر ميقاتي بأنّ “Hessville Investment شركة مملوكة بالكامل لوالدي، لغرض وحيد هو امتلاك منزل في موناكو. تمّ تأسيسها قبل عام 2008 من قبل المالك السابق للشقة في عام 1994، واشترى والدي الأسهم في عام 2005. ثمّ تمّت صفقة أخرى في عام 2008، من خلال شراء الشقة المجاورة، وتمّ ضمّ كلا العقارين. لا يزال والدي مالكًا للعقار حتّى هذا التاريخ”.
وأكّد أنّ “من المعتاد جدًّا امتلاك العقارات من خلال الشركات وليس بشكل مباشر، ومعظم العقارات الشخصيّة للعائلة مملوكة لشركات، والغرض الرئيسي هو المرونة الإضافيّة الّتي يقدّمها ذلك، والهدف منه، في حالة البيع، أنت تبيع الأسهم. وفي بعض الولايات القضائية، قد يمثل هذا بعض المزايا الضريبية لتخطيط الميراث. كما لتحصين الالتزامات في حال قررت تأجير العقار لطرف ثالث”
وأشار إلى أنّ “اختيار تأسيس الشركات سواء أكانت في باناما أو في جزر العذراء البريطانية، يرجع ببساطة إلى العملية السهلة لدمج الشركات الموجودة في كلا السلطتين القضائيتين. في هذه الحالة، كان المالك السابق للشقة يملكها عبر شركة في باناما، وبالتالي احتفظ بها والدي على هذا النحو”.
بموازاة ذلك، كشفت الوثائق أنّ “رئيس الحكومة السابق حسان دياب، هو شريك في ملكيّة شركة صوريّة في جزر فيرجين البريطانيّة”، مبيّنةً أنّ “في أوائل عام 2015، بعد أن ترك دياب منصبه كوزير للتعليم في لبنان، أسّس شركة “eFuturetech Services Ltd”. وكان هدف الشركة هو “التجارة العامّة والاستشارات”، وفقًا لسجلّات أوراق “باندورا”. وذكرت أنّ “شركَي دياب، كانا نبيل بدر، الّذي ترشّح للانتخابات النيابية في عام 2018، والمدير المالي لشركة الاستثمار “شديد كابيتال” علي حدارة”.
ولفتت إلى أنّ “الملك الأردني الملك عبد الله الثاني أسّس ما لا يقلّ عن ثلاثين شركة “أوفشور” في بلدان أو مناطق تعتمد نظامًا ضريبيًّا متساهلًا. ومن خلال هذه الشركات، اشترى 14 عقارًا فخمًا في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بقيمة تزيد عن 106 ملايين دولار”. وأشارت إلى أنّ “رئيس وزراء تشيكيا اندريي بابيس، قد استثمر 22 مليون دولار في شركات وهميّة استُخدمت في تمويل شراء قصر بيغو، وهو دارة شاسعة في موجان جنوب فرنسا”.
كما أفادت بأنّ “رئيس الإكوادور غييرمو لاسو، أودع أموالا في صندوقين مقرّهما في ولاية داكوتا الجنوبيّة في الولايات المتّحدة”، كاشفةً أنّ “عائلة رئيس أذربيجان إلهام علييف وشركاء له، ضالعون في صفقات عقاريّة تبلغ قيمتها مئات الملايين في بريطانيا، فيما يملك رئيس كينيا اوهورو كنياتا وستة من أفراد عائلته، مجموعة من شركات الأوفشور”.
وأقام الاتحاد الدولي للصحافيّين الاستقصائيّين روابط بين أصول في شركات “أوفشور”، و336 من القادة والمسؤولين السياسيّين الكبار الّذين أنشؤوا حوالى ألف شركة، أكثر من ثلثيها في جزر فيرجين البريطانيّة. ومن بين الشخصيّات الواردة أسماؤها: المغنيّة الكولومبيّة شاكيرا، عارضة الأزياء الألمانيّة كلوديا شيفر، ونجم الكريكت الهندي ساشين تندولكار.