هل وصل لبنان الى ساعة الصفر؟

السفير نيوز/لبنان🇱🇧
د.بلال حسن نصر الله
ما هي إلا أياما معدودة, ولبنان إلى الانهيار الكامل والشامل, والمسؤولون ما زالوا إلى الأن يتباحثون في جنس الملائكة. فتحت وطئة جنون الدولار, وانهيار الليرة, وتحليق الأسعار, وتدنّي قيمة الرواتب والأجور, واستنفاذ الناس لمدّخراتهم من المونة والمال معا, وهدر إيداعاتهم المصرفية, واختفاء عدد كبير من المواد الغذائية والأدوية الأساسية من الأسواق والصيدليات, وطوابير الذل على محطات المحروقات, والتقنين الجائر للكهرباء, وبدء ظهور حالات الفلتان الأمني والاجتماعي, وظهور حالات العوز, وبدء انتشار المتحور الوبائي الجديد. بدأت ترتفع الأسعار بالدولار, إضافة إلى إرتفاعها بالليرة , بسبب إرتفاع سعر الصرف. فالذي كان ثمنه دولارا واحدا قبل الأزمة, صار ثمنه اليوم دولارين وثلاثة وربما خمسة, والارتفاع مستمر دون حسيب أو رقيب. وحتى من كان راتبه بالدولار, صار اليوم مهددا, وربما سيمسي غدا من المحتاجين, فكيف بالذي راتبه بالليرة, وكيف سيكون حال من لا راتب له؟ والقيّمون نائمون.
إنّ السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح, هو ما الغاية من انتظار انهيار قريب جدا نحن ذاهبون إليه بأقدامنا دون فعل شيىء؟ هل الغاية هي الوصول إلى عقد اجتماعيّ جديد؟ وإذا كان ذلك كذلك, هل أحد شروط الذهاب إلى صيغة جديدة هو قيامها على أشلاء الفقراء؟ أم أنّ تلك الصيغة لا تقوم إلا على دماء الأبرياء, الذين لا يعلم كم سيكون عددهم إلا اللّه؟ خاصة وأنّ التباينات الكبيرة والخطيرة أمست ظاهرة بوضوح بين مختلف الطوائف اللبنانية, بل وبين أبناء الطائفة الواحدة. ومنسوب الحقد والكراهية يكاد لا يتوقف عن الارتفاع يوما بعد يوم. واحتقان الشارع صار شبيها بحبلة في شهرها التاسع.
فكيف سيكون سقوط تلك الساعة علينا؟ مع بدء إرتفاع وتيرة التّخوين والشتائم والاستفزازات, التي ستزيد تأجيج الشارع والعصبيات. وتكون مقدمة لساعة الصفر بين الأفرقاء والحلفاء, سواء كانوا من طائفة واحدة أو من طوائف مختلفة.
إلا أنه ما زالت الحلول إلى الأن ممكنة, وضمن الاستطاعة, وهي واضحة وجليّة. ولكنها تحتاج إلى الجدّية والصدق والإخلاص.