مانيجا سانغين في “يوروفيجن 2021 : المهاجرة الطاجيكية تثير الجدل غناءً و عنصريّا ضدّ “المرأة الرّوسيّة”

السفير نيوز/لبنان🇱🇧
فتاة روسية من أصول طاجيكية أحدثت ضجة في روسيا ولا تزال. فمنذ أن فازت بحق تمثيل روسيا في مسابقة الغناء الأوروبية الدورية “يوروفيجن 2021” في دورتها الخامسة والستين في مدينة روتردام الهولندية، والحديث لا ينقطع حول أصولها وما اختارته لتقديمه في هذه المسابقة الدولية من أغنية تدعو إلى تحرير المرأة وتؤيد المثلية الجنسية، وهي التي نشأت في مجتمع شديد المحافظة… في طاجيكستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان.
مانيغا، وتعني “الرقيقة” اضطرت إلى النزوح مع عائلتها عن العاصمة الطاجيكية لتستقر في العاصمة موسكو حيث حققت الشهرة والإنجازات. تذكر مانيغا أنها التي كتبت أغنيتها وخاضت بها ومعها مسابقة “يوروفيجن”، متأثرة بجدتها التي كانت أول من تخلت عن النقاب في بلادها، واعتبرت التعليم هو الأهم في حياة المرأة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق مانيجا كأول سفيرة في روسيا للنيات الحسنة لشؤون اللاجئين اعتماداً على ما تراكم لديها من خبرات منذ فرار عائلتها في عام 1994، من نير الدمار والخراب الذي اجتاح طاجيكستان في مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وعلى الرغم من كل ذلك، فما إن أعلنت القناة الأولى للتلفزيون الروسي عن اسم “مانيجا” المهاجرة الطاجيكية غير الروسية , كشفت مانيجا عن مفردات أغنيتها التي قدمتها مع فريقها الغنائي في هذه المسابقة حتى انفجر الجدل الذي لم يتوقف حتى بعد بدء فعاليات المسابقة الدولية، حول كلمات هذه الأغنية. بل وبلغ الأمر حد إبلاغ النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها ومراجعاتها بحثاً عما تتضمنه الأغنية من كلمات تحض على الكراهية والتطرف وما وصفه البعض بـ”إهانة جسيمة للكرامة الإنسانية للمرأة الروسية على أساس موقفها من الانتماء القومي”.
وتتواصل الحملات المضادة لمانيجا وأغنيتها لتصل إلى البرلمان بغرفتيه “الدوما والاتحاد”، واعتبر عدد من أعضائهما الأغنية التي تقدمت بها مانيجا إلى المسابقة الأوروبية، أقرب إلى “النفايات” على حد وصف السناتور ألكسي بوشكوف، بوصفها شكلاً من اشكال “الثقافة الجماهيرية”، بل وتدخلت رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو لتطالب إدارة القناة الأولى بالتلفزيون الروسي بالتحقيق في كيفية إقرار مثل هذه الأغنية، ومعرفة من الذي وقف وراء اعتمادها لتمثيل روسيا في المسابقة الأوروبية.
وفي معرض في حديثها الى صحيفة الغارديان البريطانية ردت مانيجا على ما تناثر من انتقادات على الصعيدين الرسمي والشعبي بقولها، إنها أصيبت بالصدمة من جراء تداول مثل هذه الانتقادات، وما نالها منها بسبب أصولها القومية ومضمون أغنيتها، وإن اعترفت بأن مشجعيها ساعدوها على تجاوز أحزانها. وأوضحت أنها كانت تريد بما تضمنته الأغنية صوراً نمطية في حياة المرأة الروسية، قدمتها في قالب فكاهي ساخر، نقل العديد من الرسائل التي لم تكن في حاجة إلى شرح أو تعليق. ولم تخف مانيجا ما أصابها من ضيق وغضب بسبب هذه الهجمات التي استهدفتها، لكنها قالت إن عدد أنصارها يظلون أكثر بكثير من عدد خصومها، وأنها تشعر بنفسها “امرأة روسية” على رغم كل الانتقادات التي واجهتها خلال الأزمة الأخيرة بسبب أصولها القومية.