أخبار لبنان

قبلان : لن نتنازل عن الشّراكة الوطنية وعن الأخوّة الإسلامية المسيحيّة

السفير نيوز – لبنان

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة إلى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذا العام، قائلاً “يتحيّر المرء من أين يبدأ، والألم يعتصر القلب، والنار تستعر بالأضلاع، ونحن على باب أعظم شهور الله وهو شهر رمضان، الذي اختصه الله بنفسه، ودعا خليقته إلى ضيافته، وقرنهم بأعظم كرامته، وعينه سبحانه وتعالى على أهل الأرض وما يجري فيها وما يطرأ عليها”.


ولفت قبلان، الى أن “الصوم وظيفة روح وقلب وسلوك وميزان عدل وإغاثة شعوب مظلومة، وأمم محرومة، وتفريج كرب وبلاء وعناء، وإصرار على الحق بكافة نواحيه التربوية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية والمعيشية وغيرها. وكما ترون نحن في قلب ضياع عالمي، وتشتت أممي، وانحراف بشري خطير، ومن بين تلك الحروب الظالمة هناك حرب عالمية تخاض على لبنان، بأخطر وسائل نقدية ومالية واقتصادية ومعيشية فتّاكة”.


وأشار الى أن “البلد يعيش كارثة كبرى مرتبطة بوجوده، واللعبة الدولية خطيرة تهدد وجودَه، وأدواتها الداخلية أخطر، ومنها الأدوات التي تتستر العمل الإنساني في سياق تفخيخ البلد، بالشراكة مع مفوضية اللاجئين التي تعمل بكل إمكاناتها لتطيير البلد ولنسف التركيبة السكانية والاستقرار الأمني والاجتماعي فيه”.


ورأى قبلان، أن “المشروع الدولي يريد لبنان بصيغة (خيم وتهجير وفوضى وفلتان وجرائم)، والجمعيات الملوّنة جزء من هذه الترسانة غير النظيفة، والمخاطر الأمنية عالية، والغرف السوداء أصبحت بقلب الهيكل، وسط بلد يتآكل من الداخل، واقتصاد يلفظ أنفاسه، وبطالة أشبه بسرطان، وأسواق تمارِسُ عملية القتل علناً، وفقر ويد أجنبية ونكبة معيشية لا سابق لها، وعملة وطنية تتعرض لمجازر دولية محلية بسياق حرب نقدية مالية معيشية تريد لبنان بلا حول ولا قوة”.


وأضاف “الحلّ بيد القوى السياسية، ودون التضامن السياسي وجود لبنان مهدّد. وهنا أقول للإخوة المسيحيين ولأخينا غبطة البطريرك هناك من يريد تفجير البلد، واللعبة الدولية جدية للغاية، وإمكاناتها الداخلية كبيرة، وفتيل الأزمة قصير وخطير، والتاريخ مرّ، والآتي أمرّ، وحماية شراكتنا الوطنية من أوجب الواجبات، فالحذر الحذر، لأن الكوارث على الأبواب ومشروع الدولة مهدد، والإسرائيلي وغيره بقلب اللعبة الدولية الإقليمية، والداخل مفتوح على الشياطين”.


وأكد قلان، على أننا “لن نتنازل عن الشراكة الوطنية، وعن الأخوّة الإسلامية المسيحية، وعن وحدة لبنان، وعن حماية القرار السياسي اللبناني، والمطلوب تفعيل الحكومة الحالية، وتزخيم العمل التشريعي، لأن الأساس عندنا هو حماية لبنان لا دفنه؛ وال​سياسة​ الوطنية لا زواريب فيها، ولا طموحاً شخصياً، وإنقاذ مالية الدولة ضرورة وجود للدولة، ولكن من خلال حماية الأسواق والليرة واليد اللبنانية العاملة، وتفعيل العمل الاجتماعي وإغلاق أبواب جمعيات السفارات التي تريد نسف الهيكل وتدميره”.


وتوجه الى الحكومة اللبنانية بالقول “حماية اليد اللبنانية العاملة ضرورة لقيامة الوطن، وإلا انتهى الشعب اللبناني، والخوف من السفارات أمر معيب وعار، ومراعاة جانب واشنطن وبروكسل تضييع للبلد، والخيار الشرقي ضرورة للبنان كضرورة الماء والهواء، وكفانا بكاءً على الأطلال، وكل الشكر للأجهزة الأمنية، والخوف كل الخوف من الطيش والغرور السياسي ولعبة الارتزاق، والحذر الحذر من موجات سقوط متتالية”.


وشدد على أن “الحلّ بتسوية رئاسية سريعة، وهي بيد القوى السياسية، والباب لها مجلس النواب، والوقت قارب على الانتهاء، ووجود لبنان على المِحك، والتعويل على الوعود الدولية لا طائل منه، والأمل كبير على الاتفاق السعودي – الإيراني، ولبنان بحاجة ماسة إلى تسوية الإخوة، والقطيعة السياسية أسوأ خطر يتهدد لبنان”.


وتابع قبلان “البُوصلة فلسطين، والخريطة الدولية التي تعيد توزيع ترسانتها المالية والنقدية والاقتصادية والنفوذية على طريقة سحق محيط فلسطين ترتكب أسوأ المجازر الوجودية بخلفيات صهيونية، والحلّ بإغاثة فلسطين، وكما بدأت كارثة الشرق أوسطية من هناك، يجب أن تنتهي هناك ليعود الأوسط سالماً آمناً ولا محنة للعرب والمسلمين أكبر من محنة القدس وفلسطين”، مضيفاً “كل عام وأنتم بخير، وحمى الله لبنان وشعبه من أسوأ كارثة تضرب صميم هذا البلد الذي تتسابق إليه سكاكين العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى