أخبار لبنان

فرنس برس: عباس ابراهيم رجل “حزب الله” أم “رجل أميركا”؟

السفير نيوز_بيروت

قال المدير العام للأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه يزمع التقاعد في قريته، داحضا أية طموحات سياسية يسوقها البعض.

لكن اللواء إبراهيم لم يجزم بتمكنه من ذلك، قائلا ردا على سؤال الوكالة: «أنا أزمع التقاعد في قريتي، لكنني لا أعرف ما هي الظروف التي قد تنشأ وما يمكن أن تتطلبه مني».ويكشف اللواء إبراهيم ان تصنيف البعض له بأنه «رجل «حزب الله» لا يزعجه»، مشيرا الى أنه يتّهم بالتوازي بأنه ايضا رجل أميركا! ويلفت التقرير الى ان لبنان سيحتاج الى مهارات متعددة اكبر تشابه تلك التي يمتلكها اللواء ابراهيم من اجل كسر الجمود السياسي في لبنان وانتشال البلد من الهلاك الاقتصادي.

وأوضح التقرير الذي نشرته «فرانس برس» بالأمس وأعاد نشره موقع «فرانس 24» الانكليزية، المسار السياسي والاعمال التي يقوم بها اللواء إبراهيم واصفة إياه «برجل الاستخبارات البارز والمخضرم».

وأوضح التقرير الذي نشرته «فرانس برس» بالأمس وأعاد نشره موقع «فرانس 24» الانكليزية، المسار السياسي والاعمال التي يقوم بها اللواء إبراهيم واصفة إياه «برجل الاستخبارات البارز والمخضرم».

وجاء في التقرير ما يلي:برز رئيس المخابرات اللبنانية عباس إبراهيم كوسيط بارع، سواء في تأمين عودة رهائن ومعتقلين محتجزين في الخارج أو في التوسط في مشاحنات سياسية محلية تبدو مستعصية على الحل. لفت رئيس وكالة الاستخبارات الأرفع في لبنان الانتباه كشخصية ذي فاعلية وقدرات جليّة في مقاربة الملفات الشائكة ما سيجعل الأضواء تسلّط على إبراهيم بشكل أكبر مستقبليا بحسب التوقعات.يحاجج النقاد بأن نفوذ اللواء إبراهيم وتأثيره يعودان الى الدعم الذي يحظى به من «حزب الله» المدعوم من إيران، لكن المدير العام للأمن العام اللبناني عمل جاهدا على الاحتفاظ بصورة سياسية محايدة بعيدا من أية انتماءات.

وطّد اللواء إبراهيم علاقة ثقة مع الجماعة الشيعية النافذة حينما شغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان.«كان ذلك حجر الأساس الذي أتاح للواء إبراهيم أن يكون مقصدا للدول العربية والغربية التي تتطلع للتواصل مع «حزب الله»»، كما قال الخبير في الشؤون السياسية علي الأمين لـ «فرانس برس». يضيف الأمين: «لكن أي زعزعة في الثقة به من قبل «حزب الله» ستعني النهاية المهنية والسياسية لإبراهيم».

تمكّن اللواء إبراهيم طيلة عقد كامل من السير بحذاقة على حبل مشدود كرئيس للاستخبارات في لبنان، بانيا سمعة تنمو بشكل مطرد كحلال للعقد الاقليمية.وقد جاء ظهوره الإعلامي الحديث هذا الاسبوع كعلامة فارقة، إذ كشف خلاله عن تأمين عودة 11 مواطنا لبنانيا كانوا محتجزين في الامارات العربية المتحدة.هل سيكون رئيساً للمجلس النيابي المقبل؟غالبا ما ينظر الى اللواء إبراهيم الذي تنتهي ولايته الحالية في المديرية العامة للأمن العام في 2022 على أنه المرشح الجديّ الوحيد الذي سيخلف رئيس البرلمان المخضرم نبيه بري.بعد ان بدأ إبراهيم حياته العسكرية طالبا في المدرسة الحربية في سن الـ 19 عاما، تدرّج في الرتب وصولا لرئاسة فرع مخابرات الجيش في جنوب لبنان، المنطقة التي تقع تحت نفوذ «حزب الله»، قبل أن يتولى أعلى منصب أمني في العام 2011.

تسلّم إبراهيم مهامه وسط انفجار الصراع السوري في الجوار اللبناني، وكان على إبراهيم أن يواجه عددا من التحديات أبرزها امكانية تمدد الحرب الى لبنان.توسّع تأثيره بسرعة الى خارج الحدود اللبنانية حينما بدأ عملية التفاوض مع قطر بغية تحرير عدد من الرهائن اللبنانيين الذين احتجزهم متمردون سوريون. نجح في تشرين الأول/ اكتوبر من العام 2013 في تأمين تحرير مجموعة من الحجاج اللبنانيين الشيعة الذين تم احتجازهم على مدى 17 شهرا من قبل متمردين سوريين سنّة بمحاذاة الحدود التركية.

وأسهم اللواء إبراهيم بإطلاق سراح مجموعة من الراهبات الأرثوذكسيات اللواتي تم اختطافهنّ من ديرهن في معلولا في خارج دمشق على يد فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا وذلك في العام 2014.بات اللواء إبراهيم خبيرا معتمدا ووسيطا مخضرما لمن يتطلع لتحرير الرهائن في سوريا، فلعب في صيف العام 2019 دورا فعّالا في تحرير الرحالة الكندي كريستيان لي باكستر ونظيره الأميركي سام غودوين من سوريا.في الصيف ذاته، قاد مفاوضات لتحرير نزار زكا، وهو رجل أعمال لبناني مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، تم توقيفه في إيران في العام 2015 بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأميركية.وأعلن اللواء إبراهيم يوم الاثنين الماضي أنه أبرم اتفاقا مع السلطات الاماراتية عاد بموجبه مواطنون لبنانيون كانوا محتجزين في السجون الاماراتية بسبب صلات مزعومة بـ «حزب الله».

يعتبر اللواء إبراهيم مسؤولا لبنانيا رفيعا استثنائيا ونادرا لديه خطوط اتصالات مباشرة مع «حزب الله» وواشنطن في آن واحد، ويضطلع رئيس الاستخبارات ايضا بجهود لكشف مصير أوستن تايس، الصحافي الاميركي الذي فقد في سوريا في العام 2012.التقى اللواء إبراهيم في العام الماضي بأسرة تايس في واشنطن عقب منحه «الجائزة الدولية لتحرير الرهائن» من قبل مؤسسة جيمس فولي، لانجازاته في تحرير زكا وغودوين.

هل يعتبر إبراهيم سلكاً ناقلاً للرسائل السياسية؟استخدم اللواء إبراهيم منصبه للقيام بمهام سياسية ودبلوماسية لا تقع عادة ضمن مسؤوليات الأمن العام. فهو ينسق بشكل وثيق في المواضيع الأمنية مع السلطات السورية في دمشق بالرغم من سياسة لبنان الرسمية التي تتبع النأي بالنفس عن الصراعات.قام في العام الماضي بسلسلة زيارات دبلوماسية الى فرنسا وعدد من الدول الخليجية لحشد الدعم للبنان الذي يكافح اسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.في الداخل اللبناني، قام بوساطات متعددة بين الأفرقاء اللبنانيين السياسيين المتناحرين، وهو دور غالبا ما لعبه برّي. بالرغم من ذلك، لا يحبّ اللواء إبراهيم وصفه بأنه سلك ناقل للنخبة السياسية.

يقول لوكالة «فرانس برس» في مقابلة حديثة: «لم يطلب أحد مني التدخّل، فأنا دوما من أقوم بالمبادرات مستندا الى قراءتي الخاصة للتطورات السياسية».يشدّد اللواء إبراهيم على انه يتشاور دوما مع الفرقاء المعنيين قبل الانطلاق بأية مبادرة، وهو يثق بمهاراته العالية وبتشبيكه وبقدرته على التواصل مع جميع الأطراف.اللواء ابراهيم غير مقتنع ولا يتأثر بتصنيفات البعض من أنه رجل «حزب الله» في لبنان.«هذا لا يزعجني» يقول لوكالة «فرانس برس»، مشيرا الى أنه يتهم باستمرار أيضا بأنه «رجل الولايات المتحدة الأميركية». سيحتاج لبنان الى مهارات متعددة أكبر تشابه تلك التي يمتلكها اللواء إبراهيم من أجل كسر الجمود السياسي في لبنان وانتشال البلد من الهلاك الاقتصادي.مإلا أن القبول الواسع النطاق لرئيس الاستخبارات في المشهد السياسي يجعله متقدما بالفعل بين طبقة سياسية تحوّلت الى كسيحة بفعل عمليات ثأر قديمة.

عندما يسأل اللواء إبراهيم عن المستقبل، يبتسم داحضا طموحاته السياسية المزعومة ويقول: «أنا أزمع التقاعد في قريتي، لكنني لا أعرف ما هي الظروف التي قد تنشأ وما يمكن أن تتطلبه مني»

فرنس برس

زر الذهاب إلى الأعلى