أخبار لبنانأهم الأخبار

الرئيس عون: أهدي هذا الإنجاز لكم أيها اللبنانيون

السفير نيوز – لبنان

كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون متوجها برسالة الى اللبنانيين:

رسالتي إليكم اليوم تتناول موضوعاً واحداً يتعلّق بالمفاوضات الشاقة والصعبة التي خاضها لبنان في السنوات العشر الماضية لترسيم حدوده البحرية الجنوبية واستخراج نفطه والتي وصلت إلى نهاية إيجابية

أتمنى أن تكون نهاية هذه المفاوضات بدايةً واعدةً تضع الحجر الأساس لنهوضٍ اقتصادي يحتاجه لبنان من خلال استكمال التنقيب عن النفط والغاز، ما يحقّـق استقراراً وأماناً وإنماءً يحتاج إليها وطننا لبنان

إن هذه الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة

ما وصلنا إليه بالأمس في ملف الترسيم البحري ولاحقاً التنقيب ثم الاستخراج لم يكن وليد الساعة بل ثمرة مسيرة طويلة بدأت عندما أعدت وزارة الطاقة والمياه التي كان يتولاها الوزير جبران باسيل مشروع قانون الموارد البترولية في المياه البحرية اللبنانية

بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وبصفتي رئيس الدولة، وبعد إبلاغي من الرئيس الأميركي جو بايدن موافقة إسرائيل، وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها، أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية

نعلن الموافقة على الصيغة النهائية لإتفاقية ترسيم الحدود التي تتجاوب مع المطالب اللبنانية والتي لا تتضمن “تنازلات” جوهرية

المماحكات السياسية والحجج التي تذرع بها البعض وسعي البعض الآخر إلى عرقلة المشاريع الحيوية التي كان يعمل عليها الفريق الوزاري الذي يمثلنا في الحكومات المتعاقبة لأسباب سياسية بحتة أدت إلى تجميد الاندفاعة واستمر هذا الوضع على هذه الحال أكثر من أربع سنوات

في 27 شباط 2020 تابعت ميدانياً مباشرة السفينة العائدة لشركة “توتال” حفر البئر الأول في البلوك رقم 4 لكن العمل توقّف لأسباب لم أقتنع بها وبالتزامن مع الحصار والانهيار الذي راح لبنان يرزح تحته

في موازاة العمل على التنقيب عن النفط والغاز، كان على لبنان أن يفعل عملية ترسيم حدوده البحرية وتصحيح أخطاء وقعت في الترسيم مع قبرص استغلته إسرائيل لترسل الى الأمم المتحدة الخط رقم 1، فما كان من لبنان إلا أن أرسل الى الأمم المتحدة الخط 23 الذي تحدد بموجب المرسوم 6433 عام 2011

من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق بالأمس هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا

في أيار عام 2013 أعلن عن إطلاق دورة التراخيص الأولى في المياه البحرية اللبنانية على أمل إقرار مرسوم تقسيم المياه البحرية إلى بلوكات ومرسوم نموذج عقد الاستكشاف والإنتاج الذي يفترض أن يوقَّع مع الشركات الفائزة وقد جذب إطلاق دورة التراخيص الأولى 54 شركة من كبريات الشر…

في هذا الاتفاق لم تُمس حدودنا البرية ولم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته إسرائيل عام 2000 ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها

استؤنفت المفاوضات مع هوكشتاين وتم التوصل إلى اتفاق غير مباشر حافظ خلاله لبنان على حدوده المعلنة بالمرسوم 6433 وعلى كامل بلوكاته وحقل قانا كاملا إضافة الى ضمانات أميركية وفرنسية بالاستئناف الفوري للأنشطة البترولية في المياه البحرية اللبنانية

التعويضات التي طالبت بها إسرائيل عن قسم من حقل قانا الواقع في المياه المحتلة فستنالها من شركة “توتال” من دون أن يؤثر ذلك على العقد الموقع بين لبنان و”توتال”

نصّ الاتفاق على ترسيم الحدود على كيفية حل أي خلافات في المستقبل أو في حال ظهور أي مكمن نفطي آخر مشترك على جانبي الحدود ما يضفي طمأنينة وشعوراً أقوى بالاستقرار على طرفي الحدود

على الرغم من العراقيل الداخلية التي برزت في ملف النفط والغاز وعلى الرغم من الضغوط الخارجية التي مورست علينا لمنعنا من الاستفادة من ثروتنا الغازية والنفطية، فقد أصبح لبنان بلداً نفطياً، وما كان رواية أو حلماً، بات اليوم حقيقة بفعل ثباتنا بمواقفنا وتضامننا وتمسكنا بحقوقنا

لم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا ولم تُمس حدودنا البرية ولم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته إسرائيل عام 2000 ولم يقم أي تطبيع مع إسرائيل

في الآتي من الأيام سيكون على شركة “توتال” أن تبدأَ أعمال التنقيب في حقل قانا كما وعدت لنعوض السنوات التي مضت من دون أن نتمكن من استخراج النفط والغاز

من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق بالأمس هو إنجاز تاريخي لأننا تمكنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل

لقد بات لبنان بلداً نفطياً وما كان رواية أو حلماً بات اليوم حقيقة بفعل ثباتنا بمواقفنا وتضامننا وتمسكنا بحقوقنا

لم تُمس حدودنا البرية لم يعترف لبنان بخط الطفافات الذي استحدثته “إسرائيل” عام 2000 ولم يقم أي تطبيع مع “إسرائيل” ولم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها

كانت حقول النفط 8 و9 و10 مهددة، إلا أننا استطعنا بفضل الاتفاق أن نحافظ عليها ونحميها وسنستثمرها بالكامل لا بل إن مسار التنقيب سيفتح أبوابا في مكامن نفطية جديدة

بتنا اليوم قادرين وبعدما استعدنا زمام المبادرة بفضل المثابرة والجهد، على الدفاع عمّا هو حقٌّ لنا وللأجيال المقبلة التي نأمل أن تعيش في زمن أفضل من الزمن الذي عشنا فيه، وأن يُنشأ الصندوق السيادي الذي يحفظ لها العائدات بحسب اقتراح القانون المقدّم بهذا الشأن

أهدي هذا الإنجاز لكم أيها اللبنانيون وأوّد باسمكم أن أشكر رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن وخصوصاً الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وفريق عمله والسفيرة الأميركية في بيروت ومساعديها

أشكر الأمم المتحدة التي استضافـت جزءاً من المفاوضات في الناقورة، والتي ستستضيف عملية الإنهاء اللازم للمفاوضات، والدول الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب الحق اللبناني ودعمته، مقدرا خصوصا دولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للاهتمام الذي أبدته بالاستثمار في لبنان

أشكر الدولةَ الفرنسية ورئيسها الصديق إيمانويل ماكرون ومعاونيه والسفيرة الفرنسية في بيروت ومساعديها على متابعة مسار المفاوضات لا سيما مع شركة “توتال”

الخطوة التالية يجب أن تكون التوجه الى عقد محادثات مع سوريا لحل المنطقة المتنازعِ عليها معها وذلك عن طريق التباحث الأخوي كذلك تنبغي مراجعة الحدود المرسومة مع قبرص وتقرير ما يتوجب القيام به مستقبلاً

أشكر سائر المسؤولين الذين تعاقبوا على ملف الترسيم في وزارتي الطاقة والمياه والخارجية، وهيئة إدارة قطاع النفط، وقيادة الجيش وخصوصاً رئيس وأعضاء الفريق المفاوض والقيمين على مصلحة الهيدروغرافيا وسائر الخبراء والفنيين الذين ساعدوا من خلال خبرتهم وعلمهم في إنجاح مسار المفاوضات

أشكر بري وميقاتي و بوصعب الذي قادَ في الأشهر الأخيرة مع أعضاء الفريق من عسكريين وخبراءَ وفنيين مفاوضات صعبة وقاسية

مضت سنوات طويلة من التفاوض والمباحثات حول الحدود البحرية، ولم يتحقق سوى تقديم الوسيط الأميركي آنذاك “هوف” الخط الذي عرف باسمه، والذي رفضناه. وتوالى عدد من الوسطاء الأميركيين من دون الوصول إلى صيغة يقبل بها لبنان، إلى أن تولى الوسيط آموس هوكشتاين المهمة

كلّ الشكر للبنانيين لأنهم ومن خلال صمودهم وثباتهم ونضال مقاومتهم التي أثبتت أنها عنصر قوة للبنان ساهموا في تحصين الموقف اللبناني في التفاوض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى