أخبار لبنانأهم الأخبار

واشنطن وباريس والرّياض تقبل بعون وترفض فرنجيّة وباسيل وتستبعد جعجع!

السفير نيوز – لبنان

تشير الاتصالات اللبنانية- الفرنسية- الأميركية بين كل من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان في موعدها هو أولوية بالنسبة إلى فرنسا وأميركا لتجنيب لبنان أزمة دستورية تضاف إلى كل المآسي التي يواجهها.
وعلم أنه خلال اللقاء المنفرد الذي تم بين ماكرون وميقاتي، طلب الأخير من الرئيس الفرنسي أن يبذل جهوداً لدى الشركاء الإقليميين كي يسهلوا إجراء الانتخاب في موعده، وأن تساعد فرنسا على أن لا يكون هناك فراغ، وقد أعرب ماكرون عن استعداده لذلك، على أن تستمر جهوده في هذا الاتجاه قدر الإمكان.
إلى ذلك، عقد عدد من كبار موظفي الخارجية في الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية اجتماعاً حول لبنان، كان هدفه، بحسب مصادر دبلوماسية مختلفة، إعادة تأكيد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، والتقدم في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد. ولم يتطرق الاجتماع إلى أي اسم من المرشحين للرئاسة، ولكن المهم للدول الثلاث أن يكون هناك اتفاق على شخصية تعي المسؤوليات في العمل مع حكومة تنفذ الإصلاحات لإخراج البلد من مأزقه. وقد تم على هذا الأساس إصدار البيان على مستوى الوزراء الثلاثة الأميركي والفرنسي والسعودي، لحضّ اللبنانيين على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. وكان لافتاً في البيان جملة تشير إلى “استعداد الدول الثلاث للعمل المشترك لدعم لبنان لتنفيذ الإجراءات الأساسية لانتعاش مستقبلي للبلد ومن أجل استقراره وأمنه”.
وسئل مسؤولاً فرنسياً عن هذه الجملة، وإذا كانت تعني أن الدول مستعدة لمساعدة لبنان عبر صندوق النقد الدولي أو أنها أيضاً مستعدة لمساعدته مباشرة، فأجاب بأنه إذا التزمت السلطات اللبنانية فعلياً وحقيقياً بالإصلاحات، فالدول مستعدة للمساعدة عبر الصندوق وأيضاً مباشرة.
الاجتماع الثلاثي في نيويورك لم يتطرق إلى أسماء المرشحي، فيما الاجتماع الثنائي الفرنسي السعودي الذي عقد في باريس قبل أسبوعين، كان نوعاً من جسّ النبض الفرنسي حول المرشحين التقليديين المعروفين للرئاسة، وهم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي هو مرفوض أميركياً وسعودياً لارتباطه بـ”حزب الله” وبشار الأسد، ورئيس حزب “القوات اللبنانية “سمير جعجع الذي يعتبر مرشحاً غير توافقي، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المرفوض دولياً وهو تحت العقوبات، إضافة إلى احتمال ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
وتوافق البلدان الثلاثة على رفض مرشح من 8 آذار وعلى عدم الاعتراض على قائد الجيش جوزف عون من السعودية، كما أنه يحظى بقبول (لا يبدو بحماسة كبيرة) من الولايات المتحدة وفرنسا. ويحظى عون بتقدير من بعض مسؤولي الأخيرة الذين يقدرونه ويعتبرون أنه شخصية نزيهة وذات كفاءة، فيما هناك مسؤولون لا يعرفونه جيداً، خصوصاً أنه لا يتكلم اللغة الفرنسية، إذ إنه لدى زيارته باريس ولقائه الرئيس ماكرون حرص على عدم الخوض في أي موضوع سياسي، فكان لقاءً عسكرياً تقنياً بحتاً. ولكن لا مانع لدى هذه الدول الثلاث في أن يكون قائد الجيش المرشح الأكثر حظاً، خصوصاً أن باريس تعتقد أن “حزب الله” لا يعارضه، علماً أنه إذا تم التوافق بين اللبنانيين على شخصية ذات خبرة دولية واقتصادية وذات سمعة ونزاهة وكفاءة فسترحب بانتخابها، المهم أن يتم الانتخاب في موعده كما أشار البيان الوزاري الثلاثي في نيويورك.

المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى