أخبار عاجلةأهم الأخبارسفير البقاع

“القرْية الزّراعيّة” في سهول الذّهب : ثورةُ تكْريمٍ لِ “كرامةِ” الأرضِ و الإنْسَان


خاص/ السفير نيوز|لبنان🇱🇧

“لا خَيرَ في أمَّةٍ تأكلُ مِما لا تَزرعُ، وتَلبَسُ ما لا تصْنعْ”…. هُناكَ, على جِيدِ سهلِ البِقاعِ السّاكنِ كَوَحْيِ السّماءِ و”المخنوقِ” كأسرارِ الزّمن , وبين أوتارِ حُنجُرتِهِ المتأرجِحةِ بين جُروحِ  و روحِ الوطن, تُباغِتُكَ “دَهْشةُ” بُقْعةٍ  من بريقِ ضوءٍ , تتعلّقُ و كأنّها قِلادةٌ من شمسٍ و ترْتيلٌ من قمرٍ على صدْرِ أرضٍ و كَتِفِ تُرابٍ ترقُصُ بين الخمائلِ و الخُزامى. هي بُقعةٌ تقُرُّ لها العينُ وضَيُّها , وتَقْرأُ في صوتِ “هويّتها” ماهِيّةَ قلْبِها, إنّها  بُقْعةُ “القرية الزّراعيّة”. المفارقةُ في هذه “البصْمة الضّوئيّة” هي البُعْدِ الإنسانيّ الإجتماعيّ في ثنايا البُعْدِ التّنمويّ البيئيّ بحيثُ أنّ الرّؤية الفذّة  للدّكتور رامي اللّقّيس في مركز الجمعيّة اللّبنانيّةِ للدّراساتِ و التّدْريبِ تنثُرُ “بُذوراً” حيويّةً  تُنعِشُ الطّبيعةَ كما الإنسان.

الغرْسُ الإنسانيّ و تحْرير الفوضى المُنظّمة.

تحْت شِعارِ “معاً لِخدمةِ الإنسانِ و المجتمع” , تُشْعِلُ القريةُ الزّراعيّة مشاعِلَ النّهضةِ الفِعْلِيّةِ  للغَيْبوبةِ القسْريّةِ التي سرَقتْ انبعاثَ الطّبيعةِ و “طبّعتْ” المِنطقةَ بِصَبْغةٍ غوغائيّةَ المنْحى. مُنذُ أيّامٍ فقط,  كانت إحدى النّشاطات الشّبابيّةِ الهادفةِ تُعزّزُ احتفاليّةَ السّلام العالميّ بتثْبيتِ الأهداف التّنويريّة للسّلامِ الذّاتيّ و المُجتمعِيّ للحدّ من شوائِبِ التّطرّف و الإنحرافِ والإرهاق و الخيْباتِ. ثورَةٌ من السّكونِ والأملِ “الأخضر” خُتِمَ بِغرْسِ أشجارِ الصّنوبرِ;  تماماً كالغرْسِ “الإنسانيّ” الذي أحْيا ذلك العسْكريّ “المخطوف” المُسَرّح من السّلكِ إثْرَ انعتاقِ عُنُقِهِ من بين المذابحِ الدّاعشيّة عام أ لفانِ و خمسة عشر ,شاهِداً على “جَزّ الرّقابِ”  لِزُملائهِ الشّهداء, فإنْضمّ إلى مشروعِ القريةِ لِتتَجدّد في “موتِهِ” الحياةُ, وفي حياتِهِ حياةُ إمْتِدادِهِ الأُسَريّ والمُجْتمعيّ.     

لسْتُ هُنا في معرضِ الغوصِ في عالم الماورائيّاتِ ولا التّصْفيقِ للإستعراضاتِ الفارغِةِ ولا التَصْفيفِ لِجدائِلِ النّافِذين، ولكنّني أُجيدُ التّنْويهَ المُحقّ بِذوِي الطّاقاتِ الإنتاجِيّة والثّناءَ على خَيرِ العملِ المنفعيّ ودعْمِ الأفكارِ النّظيفةِ الأَكُفّ و الرّؤى. فكيف إذا كان الهدفُ هذا الفضاءِ المكانيّ في مساحةِ الحُبّ البِقاعيّة و “القريةِ” التي تجسّدتْ نموذجاً حيّا ونُواةً حيويّةً  يُحتَذى بها لِتَحْريرِالمنطقةِ من “الفوضَى المُنظّمة” كما قَهْرِ الغُبْنِ في محاولةِ قندهرتها. ففي ظلّ التّعتيمِ أو التّصوير “السّوداويّ” الإعلاميّ و الإهمالِ المُمنْهجِ للثّروات المدفونةِ في بقعةِ الجغرافيا اللّبنانيّة هذه, تنْبعِثُ القريةُ الزّراعيّة كأنّها “كاليغرافيا” من قناديلِ نورٍ تُخَطُّ على “دراج بعلْبكْ” .

“إنّ الرّؤية الفذّة  للدّكتور رامي اللّقّيس في مركز الجمعيّة اللّبنانيّةِ للدّراساتِ و التّدْريبِ تنثُرُ “بُذوراً” حيويّةً  تُنعِشُ الطّبيعةَ كما الإنسان...”

إستراتيجِيّةُ الوعيِ، و هذا عبّاس…

أنيقُ الإنْفِتاح ِ اللّقاءُ بِمؤسّسِ الجمعيّة الدكتور البِقاعيّ اللّقيس.طاقةٌ إيجابيّةٌ وانطباعٌ وَقورٌ ينبعُ من عقيدةٍ علميّةٍ إنسانيّةٍ تؤمنُ بالتّنمية البشريّة التّطبيقيّة و تدْحضُ نظريّةَ عجْزِ أو فشلِ مواطنٍ عن الإنتاجيّة , بل أنّ أبناءَ الأرضِ مُثقلون بالقدرات ما إنْ تأمّنت لهم المساحات الآمنة التي تُعزّز الأمن النفسيّ والإجتماعيّ على حدّ سواء. هي ليست نظرة كلاسيكية للتنّمية الاقتصاديّة البيئيّة بل استراتيجيّة “وعْي” وسعيٍ مُمنْهج عمليّ للإنصهارِمع “النّهضةِ” البشرية والاجتماعية والنفسيّة و تفعيل العدالةِ رغماً عن المشكِلاتِ والمعوّقاتِ والحصاراتِ السّياسيّة و الثّقافيّة والإجتماعيّة في “تأطيرِ” التّطوير.    

“هذاالشّابّ عبّاس النّاجي من النّحرِ الدّاعِشيّ “يعملُ” بجِدِّ و “فخْرٍ” كطائرِ الفينيقِ , وذلكَ الشّاب الثّلاثينيّ الذي أُحْرِقَ نصف عمرهِ الزّمنيّ وراءَ القُضبانِ فخَرَجَ لِتَحْتضِنُهُ أرْضُ القريةِ في فُرْصَةٍ إنْقاذيّةٍ استباقيّةٍ للعوْدةِ إلى براثِنِ “العُنْفِ” أوالضّياع”

نقيضاً للعشْوائيّةِ , تُلاقيكَ ملامِحُ فريقِ العملِ في القريةِ نقيّةَ المُحيّا و”حضاريّةَ” العُمْقِ. هذاالشّابّ عبّاس النّاجي من النّحرِ الدّاعِشيّ “يعملُ” بجِدِّ و “فخْرٍ” كطائرِ الفينيقِ , وذلكَ الشّاب الثّلاثينيّ الذي أُحْرِقَ نصف عمرهِ الزّمنيّ وراءَ القُضبانِ فخَرَجَ لِتَحْتضِنُهُ أرْضُ القريةِ في فُرْصَةٍ إنْقاذيّةٍ استباقيّةٍ للعوْدةِ إلى براثِنِ “العُنْفِ” أوالضّياع. هناكَ تقِفُ “ساجِدة” المُتحمّسة للتّسويقِ للمُنتجاتِ العُضْويّة بِكُلّ تفاصيلِها “العلميّة” والحريصةِ بكلّ “كِبرياءٍ” جميلٍ أن تَصِفَ تجربَتَها في القريةِ قائلةً :” هُنا شعرْتُ كيف يكون العدْل في التّواصل الإنسانيّ و الإجتماعيّ قبل أيّ شيء”. أمّا “عُبيْدة”, فيُسْهِبُ بِدفْقِ المعلومات عن أنواع “الزّهورِ” و المشاتلْ و يَحْرِصُ على تَسْمِيةِ الخصائِصِ باللّغةِ الأجْنبيّةِ بِثِقةِ الدّليلِ السّياحيّ البِيئيّ المُمْتَلِيءِ بالتّجْربة. أمّا حُسيْن رجُلُ الأمنِ , قيُرافِقُكَ بإتْقانِ “الحِماية” إلى “البيتِ الأخضرِ- GreenHouse)) حيث المُسْتنْبتاتِ الزّراعيّة العُضوية و ما يُسمّى بكُلّ “دلالٍ” عِلْميّ ” قصْرُ الماعز” .

هي ليست نظرة كلاسيكية للتنّمية الاقتصاديّة البيئيّة بل استراتيجيّة “وعْي” وسعيٍ مُمنْهج عمليّ للإنصهارِمع “النّهضةِ” البشرية والاجتماعية والنفسيّة و تفعيل العدالةِ رغماً عن المشكِلاتِ والمعوّقاتِ والحصاراتِ السّياسيّة و الثّقافيّة والإجتماعيّة في “تأطيرِ” التّطوير.

الدّيناميكيّة بين الأيكولوجيا و المواطنيّة.

تتفاعلُ الحواسُّ كافّة في بُقْعةِ “الحياةِ” في القرْيَةِ الزّراعيّةِ  بعيداً عن “الكيماويّاتِ المُصْطنعةِ” , مُسْتمْتِعةً بمَشْهديّةِ الزّيتونِ والخُزامى والطّماطمِ و صُفوفِ الماعِزِ “المُنظّمة”, واستنشاقِ أوكسيجين الطّبيعةِ على “طبيعتِها” , والإصغاءِ الرّاقي لِدنْدنَةِ الموسيقى الرّقيقةِ والّلمْسِ الحِسّيّ للحصادِ و”خُيوطِ” الأنسِجة اللّبنانيّةِ التّصنيعِ . ومن ثُمّ تَخْتُمُ الجولةَ “الحِسّيّة” بجودةِ المَذاقِ الرّفيعِ للموائدِ , مُطْمئِنّا للمُركّباتِ المُتحرّرة من “الهُرمونات” السّرطانيّة السّمومُ الوبائيّة التي تَفْتِكُ بنا كلّ يومٍ في الجِهازِ الهضميّ  العصبيّ والنّفسيّ والتّنفّسيّ. نعم تأخُذُكَ التّجرُبةِ إلى إدراكٍ عمليّ لأهمّيةِ العلاقةِ الدّيناميكيّة بين استثمارِ “النّظُم الإيكولوجيّة البيئيّة” و صناعةِ “الإنسان” في تعزيزِ الإنتماء والإكتفاء و بالتّالي المواطنيّة, المواطنيّةُ وطمأنينةِ الإنتماءِ , لا المناطقية و فوضى البنادقِ والاقدامِ المُتعثّرة والصّناديقِ السّوداءِ المُسيّسة. المُواطنيّةُ التي تُعيدُ إحياءَ تاريخ إهراءاتِ القمحِ التي كانت تُغذّي روما من مُدُنِ الشّمس , والمواطنيّة التي تغْمُرُ الطّاقةَ البشريّة بمسؤوليّةٍ و تستثمرُ الطّاقة الشّمسيّة و الثّروة المائيّة و السّهولِ “الذّهبيّة” لتفْجيرِ الكنوزِ المخفيّة قسْراً و قهْراً. أجلْ تحْتاجُ سهولُ الذّهبِ في البِقاعِ و في مناجمها سهولَ الماءِ كالعاصي إلى الكثير من بصماتِ “بُقْعة حياة” على غِرار القرية والأكثر إلى “دراسات” حثيثة و”تطبيقات” ميدانيّة و “استراتيجيّات” عِلميّة , كي تُهَنْدِسَ ما دنّستْهُ  المُعوّقاتِ وكيْ تُجَدّد ما جمّدَتْهُ الانتهاكات وكيْ تُنعِشَ ما همّشتْه السّياساتِ بكافّةِ أبْعادِها.

المواطنيّةُ وطمأنينةِ الإنتماءِ , لا المناطقية و فوضى البنادقِ والاقدامِ المُتعثّرة والصّناديقِ السّوداءِ المُسيّسة.

“بُقْعةُ الحياةِ” في القريةِ الزّراعيّة ما هِيَ إلا شُعاعٌ ممّا تسعى أهداف الدّراساتِ و رؤياها إلى غرْسِها في المنطقِةِ النّاطِقةِ بالطّاقاتِ “الذّهبيّة”. هي “حجرُ أساسٍ” لا يقتصرُ على الاحتفاليّاتِ “الخطابيّة” والاستعراضاتِ التّزلّفيّة  والصّناديقِ الإنتخابيّة ,  بل أحْجارٌ كريمةٌ أُفُقُها تكْريم “كرامةِ” الأرضِ و الإنتماءِ والإنسان وتفْعيلِ ثقافةِ إتْقانِ إداراةِ  المشاريع التنمويّة الإنتاجيّة في البُعْدِ الزّراعيّ والمهنيّ والأكاديميّ والصّناعيّ والتذْريبِي والتّأهيليّ والمجتمعيّ. الأرقى أنّ كلّ هذا يحْدُثُ بشفافيّةِ صمْتِ “الفعْل” بعيداً عن لهْفَةِ البحْثِ عن عدساتِ “الكاميرات” أو الجعْجعةِ بلا طحين.  يَحْدُثُ ويُحْدِثُ “حالةً” من الطّمأنينةِ وضَخِّ جُزْئيّاتِ “الأوكسيجينِ” عندَ القيّمين والعامِلين والزّائرين والبقاعيّينِ واللّبنانيّين حتّى يضْحى هذا الفضاءِ المكانيّ بمثابةِ “الرّئة” التي تُأكْسِجُ الهواءَ و تتنفّسُ الصّعداء.  

حسين شمص

Www.assafirnews.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى